بين يدي نزار

نزار قباني
اه من هذا الشاعر احب دائما أن اسمية شاعر السهل الممتنع انظر اليه .. الى مفرداته …انه ياتي بالمفردة التي نستخدمها في حياتنا اليومية فيوظفها ذلك التوظيف الذي تحار فيه العقول و تنجذب اليه الالباب
فيكسوها قالبا شعريا بديعا و غلالة ادبية رائقة
هذا الشاعر الذي بنى لنفسه مدرسة شعرية خاصة
و فلسفة ادبية فريدة
لقى في بدايته من النقد اللاذع بسبب اسلوبه الادبي الجديد الكثير الكثيرو لكنه ثبت و اثبت
اثبت انه يمكن ان يكون الشعر في متناول الجميعفي يد رجل الشارع و في حقيبة الطالب و على طاولة الحرفي
شعرا سهلا بلغة ميسرة مفهومة
تخلوا من لكع المتنطعين في اللغة و الغاز اهل الحداثة
ما اعذب شعره ..انه ينسال كما تنسال القطرة من فم السقاء
بلا تكلف و بعفوية واضحة
يصدمك بكلماته و اسلوبه فتعجب في بداية الامرثم ما ثلبت ان تفتح ثغرك مندهشا من جمال التشبية و روعة الوصف
يسحر قلبك فتطير مرفرا معه في شعر غزلي جميل عذب
وقد تحمر وجنتيك من فرط التشبيه و عمق التفاصيل و لكنك تمضي لا تملك نفسك امام سيل المعاني و تدفق الابداعو انظر اليه سياسيا ناقما ثائرا على كل الاوضاع المزرية التي عاشتها امته العربية
و ان اردت ان ترى الوجهين معا ( الرومنسي و السياسي ) لنزار فحلق معه
في قصيدته بلقيس
تلك القصيدة الرائعة التي رثى فيها زوجته بلقيسفي رقة وعذوبة لم ارى لها مثيل الا ما ندر في شعر المتأخرين ثم اعجب لنفسه الثائرة في نفس القصيدة و هو يصب جام لهبه على العرب اللذين قتلوها
لا انكر انني مسلوب اللب بهذا الشاعر و براعته و لكن في نفس الوقت لا املك الا ان اكرهه كشخص عاش حياته بلا مبدأ سماوي واضح و
بلا قيود و بلا حدود للشاعر طوام و هوام انه شاعر اللاحدود حتى مع الامور التي تستوجب الحدودفي التعامل مع الذات الاهية و مع جناب الانبياء و حتى في تخطي حدود كان يجب الا تتخطى في كنف الادب و اللياقة.
مع ذلك احب شعره و اترنم بادبه كثيرابل لطالما سجلته نشيدا بصوتي اطرب له و استمتع به.هذا هو نزار من زاويتي الخاصة و لعل البعض يخالفني فيما اقول.
عموما يضل نزار قباني كشاعر رومنسي او سياسي رمزا من رموز الادب العربي الحديث.

-------------------
[size=24]
دمتم بود

انس[/size]